الانتخابات البلدية هذا العام: النّساء بين اختراق الحواجز ومواجهة التحديات.

الانتخابات البلدية لهذا العام: النساء بين اختراق الحواجز ومواجهة التحديات.
السياسة حكرٌ على الرجال فحسب” عبارة كانت تُردَّد كثيرًا، لكنها اليوم بدأت تتحوّل إلى مجرد شعار، مع الاستحقاق البلدي لهذا العام.
الانتخابات البلدية لعام 2025 لم تكن مجرد حدث روتيني، بل شكّلت لحظة اختبار فعلية لنساء قرّرن كسر الصمت والعزلة، وتغيير الصورة النمطية للمرأة، من خلال المطالبة بحقهن في صناعة القرار المحلي.
وإذا كانت المرأة هي “نصف المجتمع”، فإن مشاركتها في الشأن العام ليست مجاملة، بل استحقاق وطني وحقّ إنساني أصيل، فهي ليست مجرد صوت يدلى في صناديق الاقتراع.
نساء تحدّين الواقع
تقول سميحة الشّعار وهي مرشحة فائزة عن المقعد البلدي في بلدة بولونيا في المتن العالي، أنه وبالرغم من جميع التحديات التي تواجهها المرأة عند ترشحها إلى العمل البلدي، إلّا أنّه كان واضحاً جداً أن هناك وجهة للتغيير والتجديد في هذا الاستحقاق.
وتضيف أنه وبالرغم من ترشحها في بلدة زوجها، وبالرغم من أن الكثيرين لا يزالون يفكرون بصورة نمطية في ما يخص مشاركة المرأة في القرارات السياسية والأمور الإدارية، إلا أنها لاقت دعماً كبيراً ساعدها في الوصول إلى المقعد البلدي
الشعار أكدت أن نسبة النجاح المرتفعة في محافظة جبل لبنان تعود للإنفتاح العالي على الحضارة والعلم وضرورة المساواة بين الرجل والمرأة، آملةً أن تتغير الصورة النمطية عن المرأة في المحافظات التي لا تزال مشاركة النساء فيها شبه معدومة.
أصغر عضو بلدي في تاريخ البلدة
بينما لم تخفي المهندسة زهراء الهق عضو بلدية الكواخ في البقاع، أنها واجهت تحديات من قبل العائلة وأهالي المنطقة الذين لم يتقبلو دخول شابة عشرينية العمل البلدي، لكنها قررت كسر الصورة النمطية، بدعم والداها وايمانهم بقدراتها، تقول زهراء “رغم رفضهم لفكرة وجودي في العمل البلدي إلا أنهم اليوم فرحون ويحيّون نشاطي” فقد استلمت مشروعها الأول الذي يقوم على إنشاء سبيل مياه الشرب للقرية، المشروع الذي سيبصر النور قريباً كأول انجاز للبدلية، وتضيف رسالتها لكل نساء منطقتها، آمنوا بقدراتكم وتحدوا الظروف لأنكن تستطعن تحقيق ما تردن وانكن قادرات على التميّز، مشيرة ان هدفها ليس منافسة الرجال بل خدمة أهالي منطقتها.
المهندسة زهراء الهق- عضو بلدية الكواخ
المرأة المستقلة في مواجهة اللوائح المغلقة
في حين يفترض أن تحمل الانتخابات البلدية طابعًا محليًا، يعكس المجتمع اللبناني واقعًا مخالفًا لهذا المسمّى، ويبرهن مدى هيمنة منطق المحاصصة والاصطفاف الحزبي على الاستحقاقات البلدية والاختيارية. فقد كان واضحًا بشكل جليّ في العديد من المناطق كيفية تأثير الأحزاب ورجال السياسة على صياغة التحالفات، واختيار المرشحين، وتحديد السقوف السياسية للعمل البلدي. وبالطبع، كان لهذا الأمر دورٌ في قطع الطريق أمام العديد من المرشحات الكفوءات، مما حال دون وصولهن وتحقيق أمالهن.
وبالرغم من أن المرأة لا تزال تواجه في لبنان مجتمعًا ذكوريًا يحاول حصر دورها في الإطار التقليدي، وتُجابه بصور نمطية تقلّل من قدراتها القيادية، إلا أن العديد منهن يخضن المعركة البلدية بإصرار، رغم قساوة الظروف
المحامية كارلا طوني القزي في منطقة الجديدة_سد البوشرية، تؤكد أن غياب الدعم الحزبي حال دون نجاحها، مؤكدة أنّ الأحزاب السياسية لا تزال تسيطر بقوة على صنع القرارات وأن المعركة تحسم اليوم عبر اللوائح السياسية المنظمة
خسارة القزي تسلط الضوء على الصعوبات التي تواجهها النساء المستقلات في بيئة انتخابية يتحكم بها النفوذ السياسي، لكنها تبقى مثالاً على الإصرار والرغبة الحقيقية في التغيير.
نساء يواجهن الواقع باصرار
“نور الهدى بحلق”، وهي إحدى المرشحات اللواتي لم يحالفهن الحظ في منطقة عرسال الواقعة ضمن محافظة بعلبك-الهرمل، قالت“أنا تحدّيت الجميع، وللأسف كنت مرشحة منفردة نتيجة تهميش دور المرأة في المنطقة.
نحن اليوم في القرن الخامس والعشرين، ومع ذلك لا يزال الكثيرون يعتبرون أن ترشّح المرأة أمرٌ معيب و”حرام شرعًا”، في المقابل يسعون جاهدين لاستقطاب أصوات النساء في صناديق الاقتراع، لما تشكّله من أهمية، خاصة في منطقة كعرسال حيث تشكّل النساء أكثر من 50% من عدد الناخبين”.
خلافاً لذلك.
إلى ماذا تشير الإرقام
منسقة التحرير في منصة “شريكة ولكن” الصحافية مريم ياغي، أكّدت أنّ التّطور التّدريجي في نسب المرشحات أو الناجحات في الإستحقاق البلدي لا تزال خجولةً في العديد من المحافظات،
وقد عرضت لنا بالأرقام والنسب عدد المرشحات والفائزات في الانتخابات البلدية.
مريم ياغي-إعلامية ومنسقة التحرير في منصّة شريكة ولكن.
المروج، فوز خمس نساء في لائحة واحدة
يقول الرئيس السابق والحالي لبلدية المروج سمعان الخرّاط أنّ حالة القبول للرأي الآخر هي التي أدّت إلى قبول دور المرأة كما أشاد بعمل النساء التي شاركن في البلديات حيث أكد أنهنّ قمن بعمل ممتاز في المنطقة وختم أن عدد النّساء اللواتي شاركن هذا العام في البلدية خمس بينما كانو في السنوات السابقة اثنتين، ما يشير للقبول والرغبة عند النّساء أولا والمجتمع ثانياً، بأن يكون لهم الدور الكبير في العمل البلدي.
سمعان الخرّاط -الرئيس الحالي والسابق لبلدية المروج.
ناشطات يشجعن بعضهن البعض
تقول عضو البلدية السابق في عرسال ريما كرنبي، أن المنطقة بشكل عام تتقدم شيئاً فشيئاً وأنه رغم قلة المرشحات إلا أننا نشهد اليوم إقبال متزايد، ومن جهتنا نشجع انخراط المرأة في العمل السياسي والبلدي” في رسالة تشجيعية للنساء، بعضهم لبعض بأن يواجهو العوائق والصعوبات وأن يكونو فعّالين في كافة المجالات.
ريما كرنبي- عضو بلدية عرسال سابقاً
من العلم والتعليم إلى البلدية
تقول الدكتورة حسانة همدر، عضو بلدية الغبيري أن دخولها للعمل البلدي من بعد خوضها تجربة التعليم ، ثم إدارة المدارس، إلى البلدية، من أجل تغيير النظرة العامة للبلدية، من صورة البلدية التي يجب عليها تزفيت الطرقات، والبنى التحتية، الامور الإصلاحية، إلى البلدية التي تقدّم برنامج ثقافي وإنمائي للمنطقة، “غايتي من الترشح النهوض بالمدارس الرسمية، وإقامة دورات ثقافية وتمكين المرأة الغير متعلمة من تعلم مصالح جديدة، لكي يصبحن نساء منتجات، مستقلات، نريد تغيير الصورة النمطية للعمل البلدي”. لكن ما لا يعلمه أغلب الناس هو أنّ صلاحيات العضو البلدي محدودة، القانون البلدي لا يعطي دور للاعضاء، حيث يتمركز الدّور على الرّئيس كسلطة تشريعية والأعضاء تنفيذيين،” يعني يا منمضيلو عقراراتو يا لا” و هذا لا يؤثر على عمله وبالتالي هو السلطة حيث يستطيع توزيع المال والعمل بها بشكل فردي، تذكر حسانة أن مشكلة العمل البلدي اليوم هي بمفهوم المجتمع لها، وبدورها الحقيقي، مشيرة أنّ المشاكل التي تواجه المراة في العمل البلدي هي مرتبطة بنظرة العالم للعمل البلدي حيث ينظر له كعمل خدماتي يتطلب جهد رجال أكثر من النّساء، لكن عند دخول مفهوم اللجان غلى البلديات بدأت النظرة تختلف فالعمل البلدي اليوم يتضمّن جانب تربوي واجتماعي، لجان المرأة ، لجان للتربية، للثقافة وغيرها ما شكّل نقطة تحوّل، وبالتالي دفع النّساء للإقبال أكثر على العمل البلدي.
المجتمع اللبناني يغير نظرته شيء فشيء
خطوة جديدة ونظرة مختلفة للمرأة شهدتها صناديق الاقتراع في البلديات هذا العام، حيث شهدت إقبال نسائي مع تشجيع وقبول مجتمعي لها ، اضافة للإيمان بأن المرأة قادرة على التغيير، مع تقدير قدراتها وأدوارها ،التي توسعت لتشمل المجالات السياسية.
https://www.facebook.com/share/p/19FVp8HWXV/?mibextid=wwXIfr
https://www.instagram.com/sharikawalaken?igsh=NzByNmV5em9saDln
https://www.instagram.com/carla__azzi?igsh=MXB0d2NxczRkaWJ4NQ==
https://www.facebook.com/municipalitymrouj?mibextid=wwXIfr&mibextid=wwXIfr
ملاك اسكندر – هدى فليطي