عافية

فيروس الروتا: عدوى موسمية تُهدد الصِّغار

فيروس الروتا: عدوى موسمية تُهدد الصِّغار

تنتشر في لبنان حاليًا موجة التهاب أمعاء أو ما يسمى بـ “الروتا فيروس” أو فيروس العَجَلِيَّ. هذا الفيروس يُصيب الأطفال أكثر من البالغين، تحديدًا فئة الأطفال من عمر الثّلاثة أشهر حتى الثّلاثة أعوام. ولكن يمكن أن تظهر الأعراض أيضًا على كبار السن، والأشخاص الذين يُعانون من ضعف في جهاز المناعة.
تنتشر العدوى بشكل رئيسي من خلال ملامسة فم الشخص المصاب أو إفرازات جسده، مثل البراز والسوائل الأخرى، أو عن طريق ملامسة الأسطح الملوّثة. يمكن الإصابة بالفيروس عن طريق استهلاك الماء أو الطعام الملوّث، أو بعد وضع اليدين في الفم بعد لمس شيء ملوّث.
من الأعراض الشائعة للمرض لدى الأطفال: إسهال، قيء متكرّر، ارتفاع الحرارة، آلام البطن، فقدان الشهيّة والجفاف (جفاف الفم، البكاء دون دموع، قلّة التبوّل). أمّا لدى الكبار فتكون العوارض مشابهة لكن أخفّ حدّة كالمغص، الإسهال، الغثيان والتّعب، ولا يُصابون بجفاف إلّا نادرًا لأنّ جهازِهم المناعي أكثر قوّة.
في حديثٍ مع طبيب الأطفال الدكتور برنارد جرباقة قالَ أنّ “فيروس الروتا يُعدّ من أخطر الفيروسات المعوية الموسميّة التي تُصيب الأطفال، خصوصاً دون السنتين. تكمن خطورته في سرعة الجفاف التي قد تحصل خلال ساعات، ما يجعل التدخل الطبي العاجل ضرورياً لتفادي مضاعفات مهددة للحياة، منها الفشل الكلوي أو الصدمة”.
أوضحت وزارة الصحة أنّ “منذ بداية عام 2025 وحتى نهاية شهر حزيران، لم تُسجّل تغييرات في عدد الإصابات بفيروس الروتا، وفقاً لبيانات المختبرات والمستشفيات في مختلف المناطق اللبنانية. هذا الفيروس في لبنان يظهر خلال موسمين: موسم شتوي يبدأ في أوائل الربيع، وموسم صيفي في مثل هذه الفترة من السنة، أي خلال بداية شهر تموز.
أمّا عدد الحالات التي ثبتت إصابتها بالفيروس بلغ نحو ١١ ألفاً، أي بنسبة ٢٢%، وهذه النّسبة لا تُعدّ مرتفعة، بل متوقّعَة لما يتم تسجيله عادة في مثل هذا الوقت من العام. هذه المعدّلات لا تزال ضمن النطاق الطبيعي”. وشدّدت الوزارة أنّه لا داعي للقلق.
في حالة الإصابة، يعتمد العلاج بشكل أساسي على مُعالجة الأعراض. يزول المرض في أغلب الحالات تلقائيًّا خلال 3 إلى 8 أيام، وينصبّ القلق الأساسي في منع حدوث الجفاف.
يتمّ علاج عوارض العدوى عن طريق تطبيق الخطوات التالية: الإكثار من شرب السّوائل الّتي تحتوي على أملاح معدنيّة لمنع حدوث جفاف، تجنّب الأطعمة والمشروبات التي قد تزيد الأعراض سوءًا، مثل الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكر، الأطعمة الدهنية، عصير التفاح، وكذلك الحليب والجبن، اتّباع نظام غذائي صحي وتناول أطعمة خفيفة سهلة الهضم.
فيما يتعلّق بطرق الوقاية: التّلقيح الذي أبدى فعالية بنسبة ٩٠% في الدّول التي اعتمدته، غسل اليدين باستمرار بالماء والصّابون خاصة قبل تناول الطعام أو إعداده وبعد الدّخول إلى المرحاض، تعقيم الأسطح باستمرار، كذلك الانتباه لنظافة الطعام وغسل الخضار والفاكهة جيدًا، منع مشاركة الأغراض الشخصية مع أي شخص آخر.
في ظل الأوضاع الصحية المتردية، تبقى التوعية الصحية ضرورة لزيادة المسؤولية الفردية والجماعية، وتبقى الركيزة الأساسية للحد من انتشار الفيروس والحماية من مُضاعفاته الخطيرة.

نور طبّارة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى